الإنسانية لا تعرف حدوداً ولا لغات.. قصة "الطفل ريان" تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي الإيطالية

الإنسانية لا تعرف حدوداً ولا لغات.. قصة "الطفل ريان" تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي الإيطالية

كتبت - مروة بدوي

الإنسانية لا تعرف حدودا ولا لغات، فالبشر تجمعهم نفس المشاعر والأفكار، فكما كان العالم العربي كله يدعو من أجل الطفل المغربي ريان، كانت إيطاليا من شمالها لجنوبها تصلي من أجل إنقاذ ذلك الصغير الذي يعيش في قارة أخرى تماما.

بدأت القصة عشية يوم الثلاثاء الماضي، عندما كان يلعب ريان في قريته التابعة لإقليم شفشاون بشمال المغرب، ولكن لسوء الحظ سقط الصغير في بئر على عمق 32 مترا وظل عالقا بلا طعام ولا شراب، داخل هذه الحفرة المظلمة حتى وصل فريق الإنقاذ وقاموا بإمداده بالأوكسجين ومتابعته عبر الكاميرات؛ لضمان بقائه على قيد الحياة 

وما إن تناقلت وسائل الإعلام العربية والأجنبية قصة ريان حتى بات صاحب الـ5 سنوات من العمر حديث العالم أجمع، وخاصة الطليان الذين تابعوا هذه المأساة بتعاطف شديد، وشاركوا في هاشتاغ #Rayan، وأطلقوا دعواتهم وصلواتهم من أجل إنقاذ الصغير، وتمنوا أن يعود لحضن والديه قريبا. 

من المؤكد أن قصة ريان أثارت تعاطف الجميع لكنها في إيطاليا تأخذ منحنى أعمق، فهي تعيد لأذهان الطليان مأساة الطفل ألفريدو رامبي، الذي مر بنفس التجربة القاسية منذ حوالي 40 عاما، حيث سقط يوم 10 يونيو 1981 في حفرة يبلغ عمقها 60 مترا واستمرت عمليات الإنقاذ لمدة 3 أيام، ونقلت خلالها جميع القنوات التلفزيونية المحلية والعالمية عملية الإنقاذ، ولكن للأسف انتهت القصة بموت الصغير الإيطالي، بعد بلوغه السادسة بعدة أشهر، داخل هذه الحفرة العميقة بالقرب من روما، لذلك يصلي الطليان حتى لا تتكرر هذه المأساة التي يحيون ذكراها في شهر يونيو من كل عام، ويعود الطفل المغربي ريان ليثير شجنهم من جديد.

وعبر الطليان عن مساندتهم الطفل المغربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طلب أحدهم الصلاة والدعاء لريان وتداولوا صور الحادثة بشكل كبير. 

بينما وجه أحدهم حديثه للصغير قائلا: "تحمل فنحن بصدد أن نفعلها"، كل المغرب معك وإيطاليا أيضا، كما تناولوا قصص المغاربة الذين تطوعوا لإنقاذ الطفل من محترفي تسلق الجبال والمغارات، والذين توافدوا على المكان بمجرد سماع الخبر لدخول البئر ولكن الجميع فشل بسبب ضيق البئر.

وتتابع كل الميديا الإيطالية بترقب تطورات القصة مثل صحيفة لا ريبوبليكا التي سردت القصة كاملة منذ لحظة حدوثها، أما وكالة الأنباء الإيطالية أنسا فتستمر في نشر مقاطع الفيديو والبث المباشر لما يحدث في المغرب بشكل دائم، ونشرت صحيفة كورييري صور ريان والتي التقطتها الكاميرات في قاع البئر حيث بدا الطفل مرهقا ومنهكا للغاية ومستلقيا على بطنه دون حركة، في حالة تعكس شعور الخوف والشعور بالألم.

وحتى هذه اللحظة يستمر فرق الإنقاذ المغربي في عملية الحفر اليدوي الأفقي خوفا من تعرض الصخور للانهيار في حال استخدام معدات ثقيلة، بهدف ضمان الحفاظ على حياة الصغير، وتم تجهيز مروحية طبية وسيارة إسعاف بطاقم متخصص لإنعاش الطفل ريان ونقله إلى المستشفى فور خروجه من البئر سالما، الجميع في سباق مع الزمن حتى يتم إنقاذ الطفل الذي أصيب بجروح طفيفة في رأسه ولكنه ما زال متمسكا بالحياة.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية